أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، ١٩ نيسان ٢٠٠٨

السبيل للأرتقاء بالذائقة السمعية للمجتمع

- لاتحكم على اللحن من سماعه لاول مره فان ثمرات الاذهان تحتاج الى ألمام ودراسه. (شومان)


أن الموسيقى باعتبارها جزء حيوي من ثقافة المجتمعات حيث تخضع للمستوى الفكري والروحي لها. وأيضا السلوكيات وأنماط الحياة والذي تنعكس مناخاته وقيمه المتوارثة عبر فيض من تراكم الخبرات العلمية والعادات التي تفرزها البيئة واولوياتها..لذلك تباينت الأذواق وتعددت مسارب تكوينها حيث تتشكل الذائقة السمعية أو الذائقة الشعرية العامة في الشعوب المستقرة من النواحي الأقتصادية والأمنية والصحية..وهنا لانريد الخوض في سايكلوجية النفس البشرية ومكنوناتها بل نتامل بوعي مجرد لمحيطنا السمعي المتقلب من راقي متطور الى رخيص ورديء ومن سمين الى غث وهذا يعكس حالة عدم أستقرار لمجتمع يمر بوعكات صحية مرضية أو انعطافات فكرية حادة ..وهنا نتحدث عن مجتمع أفتراضي ليس موجودا يتطابق مع ماتريده الموسيقى الجادة ذات الثوابت الفنية الرصينة لكونها تبحث عن ذائقة سمعية خاصة ترتقي بالوصول لها وفهمها ولاتحاكي الذائقة الشعبية المسطحة لعموم المجتمع الذي يختارحسب قوانينه وتربيته الحياتية..والأمثلة كثيرة في هذا المجال حيث أن الموسيقى الكلاسيكية لاتستسيغها الذوات المكبوتة والمحرومة التي تعيش نمطا من الأنكفاء السلوكي الضيق البصر والبصيرة..حيث كان يترك التقييم لهذه الموسيقى الخالدة من عيون الأعمال العالمية للفلاسفة وأساطين الفن الموسيقي ..ولايحتكم فيها الى الذائقة السمعية العامة التي يهتم أكثرها بالبسيط من الجمل اللحنية السهلة الأشترار..والتي يكون عسيرا عليها فك التراكيب الموسيقية للجمل المركبة الطويلة والبناء العمودي لها..وعليه هل يجب تربية أو تنمية الذائقة السمعية منذ الصغر وصقلها والجواب ..نعم.وهل يشكل الأنفلات السمعي دون رؤية معينة عائقا بأرتقائها والجواب أيضا ..نعم..وبذلك ليس سهلا أن يتذوق أنسان ما بصورة عفوية لاتخلوا من وعي مسبق وحث سمعي مبرمج موسيقى موزارت أو بيتهوفن أو فرانزليست أومندلسون أوجايكوفسكي أو فاجنر ..الخ ..كما ومن الصعب على ذائقة سمعية مشوهة أن يطلب منها أستيعاب الموشحات أو السماعيات أومحمد عبدالوهاب او فيروز أوتدرك العسل المنهمر من أنامل جميل بشير ومنير بشير وقوس غانم حداد ...بل تنساق الى الرخيص من الموسيقى التي تسد الفراغ السمعي الخاوي الذي بني على أسس هشة من الحان وكلمات سوقية غير مبنية على أسس رصينة قائمة على الخلق والأبداع المحصن بالثوابت العلمية للموسيقى ..وحين نتحدث عن العرض والطلب فهذا لاينطبق على الموسيقى صاحبة الرسالة ..وحين نتحدث عن كون الفنان أنسان يجب عليه تقديم تنازلات لسواد الناس والسباحة ضد التيار متعبة له وربما تقتله..وهذا هو الحاصل على أرض الواقع ومن الأمثلة الحية كيف أنزوى الموسيقار روحي الخماش ردح من الزمن بمزرعته وأنشغل عن موسيقاه بالفلاحة وكذلك جميل جرجيس ومات قصي شبر على قارعة الطريق وأنشغل المطرب عامر توفيق بصيد السمك وأعتزل المبدع سعد الأعظمي مبكرا وصمتت المطربة الكبيرة هناء وأعتزلت مائدة نزهت وندم داخل حسن عن كونه غنى في واد والذوق في واد آخر وأستبدلت فرق كبيرة بأورغ أبكم وكمان ينعق كبوم مبحوح..وجن محمد الشامي...فضائيات تنفث سمومها لتخريب الذائقة السمعية ولاهم لها سوى حضور ممجوج وربح مادي لاتعرف مصادره وغاياته..فهل من سبيل للأرتقاء بالذائقة السمعية للمجتمع.

ليست هناك تعليقات: