أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، ٢٦ نيسان ٢٠٠٧


المدرسة العراقية للعود
أنحسار فرص دعــــمها وتثبيت منهاجها


سامي نسيم
عضو اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى
www.munirbashirgroup.com





لايختلف اثنان من المتتبعين على أن أهم مدرسة للعود هي المدرسة العراقية تحديدا
من خلال.. الجذور التأريخية العميقة لهذه المدرسة التي عانت من النكوص وعدم الأهتمام الكثير وطيلة الحقب السابقة..وبقيت منحصرة في النشاط والتاسيس الفردي للرواد الأوائل..أمثال المعلم الأول الشريف محيي الدين حيدر 1900 ومن بعده طلبته اللذين تخرجوا من هذه المدرسة الكبيرة التي ثبتت أهم منهاج علمي لتدريس العود ومنهم جميل بشير ومنير بشيروسلمان شكر وغانم حداد وعلي الامام وآخرين
لقد نهل من عطاء هؤلاء الكثيرين من محيطنا العربي وأسسوا مدارس للعود مماثله بينما البلد الأم لهذه المدرسة..ومصدرها الرئيسي..ظل مهمشا..ومثال ذلك الرعاية الواضحة لوزارة الثقافة المصرية بأحتضانها للعازف نصير شمه وتقديم الدعم له بنقل المدرسة العراقية للعود بأنشاء/ بيت العود العربي في القاهرة/ وفعلت كذلك تونس مسبقا الأمر ذاته ..وكذلك رعاية وزارة الثقافة في البحرين لتلميذنا... سعد محمود وفعلت قطر مع صناع للعود كذلك وهكذا..وبقي العراق صيت بلا بيت حتى اسرار صناعة العود العراقي وصلت الى هذه البلدان ورعتها..وأنحسرت في العراق في زوايا ضيقه..أن العود العراقي... أمتطى جواد المعاصره منذ عام 1900 وهذه حقيقة ثابته ومعروفه بأعمال فنية موثقه ومعروفه ومسجله ومنها روائع... الشريف محيي الدين حيدر...... (الطفل الراكض..الطفل الراقص ..ليت لي جناحا..كابريسات ..تأمل الخ )........ وكذلك أعمال جميل بشير الخالده (رقصتي المفضلة وأيام زمان وقطرات وملاعب النغم وأندلس الخ ) ... وكذلك روائع الآخرين من عازفي العود والذي ينبهر به الآن في الدول العربية مما وصل اليها متأخرا من نتاج ومنجز هذه
المدرسه من قطع وأعمال وطريقة أداء ثابته ومتميزه ..كانه ابتكار جديد فهو قديم في
العراق ومعروف..وان مانقله أحفاد اولئك الكبار في منتصف التسعينيات ونهاياتها
الى الدول العربيه ونتيجة للضروف الصعبه للعراق..وحسب قاعدة (مصائب قوم عند قوم فوائد) وكباقي الثروات القومية العراقية المضيعه والمهملة ومنها السياحة البيئية والآثارية ظلت مدرسة العود العراقية نشاطا فرديا لايحظى بأهتمام المعنيين بالثقافة البعيدين عن كل تجديد وطموح في بناء ثقافي حقيقي.نأمل خيرا في قادم الأيام
للنهوض والأهتمام ببناء.... صروح ثقافية كبيرة ...أساسها... وجذورها موجودة على الأرض العراقية المعطاء ولكن تبحث منذ عقود عن بناة جادين لها وليس منظرين وحالمين في أفياء باردة جلبتهم رياح الصدفة وأجلستهم فوق مناصب خاوية ينفثون دخان سكائرهم ويعدون الأيام لأستلام رواتبهم وغارقين في التفنن والتدبر بألاعيب
الفساد الأدراي ولسان حالهم يقول الفرصة لاتسنح مرتين..وهذا هو مقتل ثقافة وأقتصاد البلد المهدور لمنافع شخصية وقتيه..وبعد حين ينظم هؤلاء الى مجلس
اللذين يتباكون على أعمار البلد وبناء مؤسسات البلد الثقافية متناسين دورهم الأول
وهذا مقتل في الشخصية القيادية الجديدة وفي كافة المجالات..ربما هو قدرنا المحتوم ولامهرب منه لابد أن نمر بكل المراحل السوداوية المريضة ..لكون أن... الهدم الحقيقي هو هدم الأنسان وليس شيء آخر ومتفق على هذامن قبل الجميع في كل الطروحات.. دول في العالم تنعش اقتصادها في صناعة السينما والموسيقى والمسرح والرسم والكتاب بالأضافة للزراعة والصناعة والسياحة ونحن ياولينا ..حائرين ..حائرين في برميل النفط الغبي..الذي جلب الدمار والحروب لنا وعطل كل تفكير لنا
بالتقدم والحضارة والغريب في الأمر أننا حتى هذا البرميل الأخرق لم يسعف حالنا وبقينا نستجدي الثقافة والبنزين والسينما والموسيقى والقمصان والغاز والكتاب و..و
القائمة تطول وأنا مشغول ؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات: