أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، ٢٦ نيسان ٢٠٠٧



( مواهب وكوادر موسيقية عراقية مهاجرة)
سامي نسيم
عضو اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى
Email:sami_oud@yahoo.com





أن لأصوات أسراب البط والأوز والغرانيق المهاجرة المارة فوق بيوتاتنا الطينية في أقصى جنوببنا الحزين المتجهة نحو الأهوار. ايما تأثير مازلت أحتفظ به في ذاكرتي. وطبعا أنسج الكثير بمخيلتي عن هذه الطيور القادمة من أراض نائية تقدر بآلاف الكيلومترات. ورسمت لها قصصا شتى بخيالي الغض كوني طفلا صغيرا. وربما لعدم وجود وسيلة أخرى لشغلي عنها أو لسبب آخر في السبعينيات. فأستسلم لفضاء مخيلتي ولاأخفي مشاعر الحزن والأسى للآن.ولست بصدد الكتابة عن موضوع البط والوز المهاجر ولكن يتملكني الحزن ذاته بهجرة البلابل الآدمية وهم مواهبنا وكوادرنا الموسيقية التي تغرد أو لاتغرد فوق أغصان غير أغصان أشجارنا في دول شتى. رحلت مجبرة تبحث عن مياه دافئة. ومنازل وأعشاش آمنه. بعد أن أستفحل الخراب وجن جنون الأله البشري أو الأخطبوط الشرير.كوادر موسيقية ومواهب كبيرة. يحق لنا أن نفخر بها حتى وأن حلقت خارج أسرابنا. وخارج حدود وطنها المنكوب .فنانين بمعنى الكلمة وأقصد (موسيقيون محترفون ) حصرا.لايعنيني أمر المغنيين في هذا المجال . موسيقيين قتلت الغربة فن بعضهم وآخرين أنضجته وبعض ركن لدول منحتهم اللجوء الأنساني بتوفير المكان والمأكل فأستسلم لليأس والقنوط كون الطموح والغايات لاتتحقق الا في وطنها الأول حسب.من هؤلاء يعمل تدريسيا وعازفا في أوركسترا لدول عربية مجاورة ومدارس لأطفال ولما لايدرسون أطفالنا المحرومين من كل موسيقى وجمال في حياتهم البوهيمية .... وهؤلاء المهاجرين الحالمين بالعودة لوطن طفولتهم وأهليهم واللذين أرغمتهم ضروف القهر والأستبداد على الهجرة والفراق المضني..فكم نحن بحاجة الى طاقة فنية وتدريسية متوفرة عند المبدع الكبير أحمد الجوادي أبن الحدباء المقيم في السويد وكذلك الفنان القدير سمير حسين قدوري نجل الفنان أب أغنية الطفل العراقي الغني عن التعريف .وأيضا الموسيقار سالم عبدالكريم بتحدياته الفنية وتجاربه الخلاقة .الذي لانعرف له مكان متنقلا بين مصر وتركيا والأمارات. وأيضا أمير العود العراقي علي الأمام المقيم دون عائلته في تونس .وكذلك الموسيقار غانم حداد.الرائد الموسيقي الكبير الذي يبكي كلما ذكرت بغداد أمامه . وأيضا عازف الكمان سمير محمدجواد أموري في الفرقة السمفونية اللبنانية حاليا . والقائمة تطول الى أكثر من مائتي مبدع موسيقي مهم .وليس أنصاف موهوبين وأميين بل شهادات معترف بها عالميا ..ومنهم عازف الكمان خريج موسكو آرام زارسيان. وعازف البيانو سلطان الخطيب المقيم في سلطنة عمان حاليا ورافد حنا عازف الناي والموسيقي الراقي وخالد محمدعلي العواد والمؤلف الألمعي المعروف وكذلك علاء مجيد عازف الناي والموسيقي المبدع محمدعلي عباس ومهنا هاشم الرجب وباهر هاشم الرجب وفرات حسين قدوري وفتح الله أحمد وسهادنجم وعمرمنيربشير ونصيرشمة وعمرمنيربشير ورائدخوشابا وأحمدالمختار وسعدمحمود ونبيل هاني ووليدغازي ومحمدحسن وعلي حسين وعطيل غانم حداد وجميل محمدعلي وعلي حسن ومحمدخضر وسليم سالم وقصي عبدالجبار وقيس جمعة وآخرين من طيورنا المهاجرة التي تنتظر فرصة العودة لمرابع طفولتها العراقية. ولابد من الأشارة أن كل هؤلاء قد غادروا البلد منذ الثمانينات وبداية التسعينيات للعلم أي حين تردت أوضاعنا الأقتصادية والمعاشية آنذاك .عيونهم مشرئبه الى حدود العراق الملتهبة دوما. يحلمون بوطن معافى قبل أن تقتنصهم يد المنون في المنافي البد يلة .يمنون النفس بعراق بهي أخضر مثل دول حلوا ضيوف عليها. وقبل أن تعزف سمفونية الرحيل موسيقاها الأبد ية .في غربتي الروح والوطن .

ليست هناك تعليقات: