أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، ٢٦ نيسان ٢٠٠٧


الحوار المفقود بين البندقية والعـــــود
سامي نسيم
عضو اللجنة الوطنية العراقية للمويسقى
www.munirbashirgroup.com





ايتها الموسيقى,ان في سحر انغامك مايزري باللغات فيحيلها عديمة
الجدوى.(توماس مور)

ربما يعتبر الكثير من المتتبعين ....أن الحديث عن الموسيقى في ظل الوضع الأمني وأنتشار لغة البنادق. والمفخخات. والسكاكين. ترفا فضفاضا..وما لهذا
التردي من تأثير واضح على القضية الثقافية برمتها والموسيقى تحديدا والتي
هي الأبنه المثاليه للسلام والرخاء والحب..وحسب قاعدة ....حين تقرع طبول الحرب تصمت طبول الموسيقى..ولكن برغم كل الطوفانات الهمجية.... التي تحيط بالفنان والمثقف العراقي..ظل يلوح بوردة الجمال.. وجذوة الأبداع من
خلال المشاركات الفنية المتميزه على الصعيدين الدولي. والمحلي..ومن هذه
الفعاليات نشاطات نهارات المدى التي اشرفت عليها.. مؤسسة المدى للأعلام والثقافة خلال العام المنصرم..وسط لجة الأنفلات الأمني وباماكن عديده ومن
خلال تقديمها لعروض لفرقتنا منير بشير للعود ومسرحيات ومعارض تشكيلية
وفلكلورية وهي مبادرة مهمه في ضروف غير اعتيادية..
كذلك مشاركة فرقة ضفاف دجله للغناء الريفي وبأشرافنا في مؤتمر الموسيقى العربية السادس عشر في دار الأوبرا المصرية /القاهرة... حيث قدمت عرضا متميزا لم يغطى أعلاميا بحجمه في وقتها.
وبالرغم من أن الحوار مفقود بين البندقية والعود تواصل فرقتنا.... منير بشير للعود عطاءها الفني..حيث وصل الأمر أن حمل آلة العود في شوارع وأحياء
بغداد تجابهه الكثير من المعوقات.... وكان للبندقية السطوه الأهم على المشهد اليومي البغدادي.....مما حدى ببعض اعضاء الفرقة السفر للدول المجاورة..
ولكن بالرغم من الطامه الكبرى في وسط هذه السورة من العنف.. والهمجيه
المقيته..انحسر الدعم للفرقة من وزارة الثقافة نهائيا..لأسباب واهيه وتعللات غريبه غير مفهومة وطبعا بسبب أنعدام لغة التوصيل... والرعاية الحقيقية..
ولكن بقي العطاء كما اشرنا سابقا مستمرا أملا بصحوة قريبه.... وفجر جديد للثقافة العراقية والجهات الراعية لها..حيث اجلت الفرقة الكثير من.. نشاطها
الخارجي والداخلي..أمام عبارة المسؤول المحبطة لكل خطوة وهي (لانتحمل
أية تكاليف ) والفرقة تعاني من نقص في نوعية الألآت الموسيقية حيث يستخدم
أعضاء الفرقة آلاتهم الشخصية المحدودة وتعاني من الدعم المادي... والملابس والمستلزمات الأخرى..وكذلك مكان التمرين الملائم..لكن عزاء الفرقة الوحيد
وسط كا هذه المتاعب انها حققت حضورا دوليا مهما للعود والموسيقى العراقية
متناسية كل آلامها ومشاكلها..حضورا فاعلا في الأوساط الفنيه الرصينه طبعا
وليس الأستهلاكية الرخيصة التي تغذيها الماكنة الأعلامية التجاريةللفن المبتذل والرخيص..وكان لحضورها المتميز بأدائها الأكاديمي وقيمتها الفنيه الأصيله وثوبها المعاصر أضافة للرصيد الثقافي والفني للموسيقى العراقية..وسط دوامة المرحلة الخطيرة التي يمر بها العراق من تحولات جذرية في مسيرة بناءه السياسية والأقتصادية والأجتماعية..ولكن نحترم الرأي الذي يقول.... دائما
( أن الفنان العراقي يبدع دائما وسط الضروف الصعبه والمحن ) ولكن هذا الأستثناء.مغلوط استمراره وغير صحي حيث يستنزف طاقة الفنان والمثقف العراقي..لذا يجب تصحيح هذا المفهوم الخاطيء..واستبداله ببناء جذري علمي حقيقي للمؤسسة الثقافية العراقية وحسب التجارب العالمية المتقدمه لهذا المجال
ولو ترك الأمر سائبا..هكذا بالأعتماد على التنظير المحلي العقيم.... فالخطوات أكيد تسير الى الوراء ومن ثم الى الهاويه..

ليست هناك تعليقات: